31‏/01‏/2009

واقعية الرأي وبعد التعبير



توقفت الحرب، وتراجع احمرار الأعين من شدة البكاء على صور الأطفال والبحلقة أمام التلفاز وقراءة التحليلات في الصحف على المجازر الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، ودار جدل واسع بسبب تصدع القيادات العربية وتفرقها بين قمة وقمة، والصحفيون والكتاب بدورهم شرعوا إلى ترجمة الوضع العربي عبر موادهم الصحفية، إلا أن الملاحظ أن بعض الكتاب هربوا بأقلامهم عن مناقشة سياسة الدولة التي ينتمون إليها- سواء أكانت رؤاهم في صفوف التأيد أم النقد- متجهين إلى نقد وتقريع سياسات الدول المجاورة وكأنهم يتعمدون الهروب من نقد سياسة دولهم إلى دول الجوار مع أنهم الأجدر بتحليل سياسة بلادهم سواء اتفقوا مع قيادتهم أم لا، فمن خلال متابعتي لأغلب الصحف العربية نقرأ في صحيفة تلك الدولة أنها تستنكر التصرفات السياسية لدولة أخرى إذ يصل الأمر في بعض حالاته للشتم لا التعبير عن الرأي والعكس صحيح وكأن الكتاب – وليس الكل- يثيروا الرأي العام ضد سياسة دولة أخرى مع أنهم تحت ذات السقف السياسي الذي يربط الدولة العربية والأخرى وإن أختلف رؤى الشعوب، هذا وندرك تمام الإدراك أن حرية الرأي والتعبير لا زالت في الدول العربية تعاني من التكبيل بصرف النظر عن سقف الحريات من دولة عربية إلى أخرى، فإذا كان القارئ يتفق معي على هذه الرؤية لماذا نتهرب بحريات الرأي المكبلة في دولنا لنلقي اللوم على الدولة الأخرى التي لا لتسعى لمقاضاة الكتاب المبتعدين عن كنه جنسيتها أم يخشى هؤلاء الثلة من الكتاب عن البوح بما يدور في أدمغتهم ويلقون اللوم على دول الجوار قبل العروج على مناقشه سياستهم، وإذا رفضوا سياستهم ذكروها تلميحا وفي جزئية لا تشكل أقل أجزاء المادة المنشورة، لهذا أطلب من نفسي أولا ثم من الأخوة الكتاب أن لا يجابهوا التكبيل بالتنكيل على الغير إنما نكن يدا واحدة لمعالجة أنفسنا وأوضاعنا بعدها نخرج من إقليم الدولة إلى الدول الأخرى

هناك تعليق واحد:

  1. واو .. ممتاز للغاية .. عجب هنا في عمان بطرانات وما حد رايم يجيب لهن راس .. وا بويي على هذي الفَشيلة، فشلبنا الحلطات ..

    ردحذف