07‏/01‏/2009

غزة طموحات شعب عربي


منذ أكثر من نصف قرن والشعوب العربية مكبلة الأفواه والأفعال أمام تصرفات الحكومات العربية على اختلاف رؤاها السياسية والقومية، إذ أصبح الشعب مغيب الرأي والمشاركة فالحكومة هي الآمرة الناهية حسبما تمليه ذائقتها أو ما يأتيها من جهات أخرى، ولأنها حكومة هي الحكمة المطلقة التي لا يشوبها عيب ولا يحفها قصور، ومن منطلق هذه النظرة بقي الشعب العربي طوال هذه الفترة مجرد باحث عن رغيف خبز وعن مبلغٍ يسد به فواتير الكهرباء ليس إلا، إلا أن حرب غزة قلبت الموازين رأسا على عقب وإن كانت على مستويات متباينة، فبعض الدول العربية التي تحرم التظاهر بهاجس الأمن خرجت شعوبها تستصرخ قياداتها لتحرك فعلي لا تنديدي عاجز بمساندة غزة، فخرج الشعب في بعض الدول العربية في مسيرات –غير مسبوقة- تنديدية وإن كانت خجولة نوعا ما، إلا أنها خرجت من الصمت الموات الذي لازمها طيلة عقود خلت، وشقت طريقها لتعبير عن الوضع المزري الذي يكتسي به العرب قاطبة، هذا، و تدرك هذه الحكومات أن الشعب غير راضا عن تصرفاتها المتفككة طوال السنوات الماضية، وموقفها المتخاذل أمام إسرائيل المسانَدة( بفتح النون) من قبل أمريكا إلا أنها ظلت مكابرة بحساب هذه الشعوب التي تأمل في أمه عربية كريمة حالها من حال بقية دول العالم، فمجزرة غزة أتت لتعيد الروح للشعوب العربية بالرغم من الخسائر البشرية التي تكبدتها، وكأن غزة تدفع الثمن لأجل هذه الشعوب المكلومه، هذا من جهة ومن جهة أخرى لم ترق هذه الدماء للبعض وخاصة أنها لم تنفخ بأرواح جديد في الأنظمة العربية، فمن البوادر التي بدأت تلاقي استحسان الشعوب تأثير الشعب الموريتاني على إجبار حكومته بأن تطلب سفيرها في إسرائيل، لاسيما أن هذا التصرف واجب على كل الحكومات التي تربطها مع الصهاينة أي رابطة كانت، فهل سيأتي اليوم الذي تتواءم فيه الشعوب العربية مع أنظمتها السياسية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق