14‏/01‏/2009

أطفال الرأي والتعبير


لا أدري في أي زمنٍ نحن، سابقا كان الكبار يشتكون من جهلنا المتلاحق وأن لا نجيد العلوم بكافة أنواعها ومرد شكواهم هذه تردي مستوانا الدراسي والاجتماعي، حسن، نحن جيل التسكع فلا نجيد الإنكليزية ولا اللغة العربية السليمة إنما أبحرنا "بوطية" زايد ناقص البنية في أرصفة الشارع الملونة بالأبيض والأسود، الأبيض! نسيت أن اللون الأبيض من الرصيف استبدل باللون الأصفر ولا أعرف من وراء هذه المبادرة هل هو الخوف من البياض أم أن ذاكرة المسئول تذكرة ببياض الكفن.
الصحف الوطنية العمانية "حلوة" هكذا قال لي أحد العاملين في المؤسسات الصحفية وحلاوتها تكمن في الورق المستخدم الذي يبرز الصور كأنها حقيقية، والأغرب من ذلك قبل 6 سنوات عندما كنت أتابع جريدة عمان الورقية كانت الأوراق في أواخر أشهر السنة أضعف جودة من الشهور الأولى ولا أذكر ما هو السبب فقد ألتهمته الذاكرة من الأرشفة الدماغية، على كل الحال بسبب ابتعادي عن أرض الوطن-جدًا كما يحب معاوية- منذ ستة سنوات وأنا أتابع الصحف الالكترونية العمانية مع أني طلبت من أحد الصحفيين العمانيين عندما تابعت قراءته في رابطة الكتاب الأردنيين، (هو وفتاة عمانية حالمة أعتقد أنها من نفس الصحيفة أتذكر اتهامها\ سؤالها اللطيف ..) أن يوفر لنا النسخة الكاملة للجريدة بدلا من الاكتفاء ببعض الأخبار والمقالات التي أغلبها لكتاب غير عمانيين، والحق يقال أني في ذلك الوقت وما قبله كنت أستغرب عندما أرى أحد الإعلاميين أو الكتاب مع أني لا أعرف ما يكتبون أو ما يقدمون، تشجعت في يوم من الأيام واتجهت إلى إتحاد الكتاب وأنا أسمع ما يدور بين بعضهم البعض وفكرت لحظتئذ أن أكتب مقاله لا لسبب إنما لكي أرى أسمي في إحدى الصحف قمت بإرسال المادة التي رسمتها لإحدى الصحف الأردنية وفعلا تم نشرها ولم يكتف العاملون بهذا إنما أتصل بي أحدهم وطلب مني أن أكتب بشكل مستمر الحقيقة أني كنت متحرج من مسألة النحو فلست "نحوي يلوك لسانه" فأخبرت محدثي بهذه الحقيقة وضحك عليّ وقال بالحرف الواحد ( يازلمه ليش بنعطي المحررين والمدققين اللغويين مصاري؟).
شاهدت اليوم في شرفات (صوت أطفال عُمان) وجلست اقرأ ما يكتبون وأنا سعيد لأبعد حد ليس لأنهم أطفال ولأن الجريدة وفرت لهم هذا الحيز الجميل، إنما لسبب اخر وهو أن الأطفال أشد منّا ومن كتاب الصحف العمانية غيرة على العروبة أضف على ذلك أنهم غير مقيدو الأحرف فلا تشملهم يد رئيس التحرير ولا يد الأجهزة الأمنية فهم وطنيون بالفطرة، دائما أفضل أن أجد لما أكتب جانب تتمحور فيه غرابة الشيء وإن لم تتوفر فالغرابة هنا تحديدا أن الصحف العمانية لم نرى بين طياتها الالكترونية أي مقابلة مع مسئول رسمي سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي عن الأحداث الدامية التي تحدث في غزة، فهل ستشق الصحافة العمانية طريقها الحقيقي في الأيام القادمة بسواعد القادمين من الشبان والشابات أم ستبقى على سياسة حبة حبة.
ثلاث فقرات تنتظر الزيادة

هناك تعليق واحد:

  1. أنت رائع ولغتك سلسة وجميلة، تخيلتك كاتب روايات ماركيزي..وأنا أحبك


    التوقيع:
    خالوه (موكلتك الجديدة)

    ردحذف