12‏/01‏/2009

وطنيون بملصقات القفا


لم أدرك اليوم أو قبله إن كنت وطنيا أو وُطانياً، فلم يشغلني أمر كهذا، إنما قبل سويعات من هذا الوقت بدء يلوح في مخيلتي عدة مفاهيم أخرى عن الوطنية والولاء ولا أنكر أن أحد الرسميين قام بتوبيخي بحجة أني غير وطني، لأن بؤبؤ عينيه انصرف إلى العلم الفلسطيني الذي يعتلي زجاج المرآة الأمامية، كما لا أنكر أن عينية وشفته السفلى بدأت بالامتعاض والتقزز من " أللفحه" التي ألفها على عنقي، فدخلنا أنا وإياه في عراك نقاشيّ حول مصطلح المواطنة والولاء ناهيك عن مصطلح وُطاني ( بضم حرف الواو) وحسب مفهومة أن الروح الوطنية والولاء لهما نفس المفهوم فهما متلاصقان لا يقبلان الفكاك من بعضهما البعض بسهولة تامة تستطيع التعرف على الوطني من غيره، فبالرغم من عدم اقتناعي بهذا المفهوم إلا أنني أنصعت أمامه لسبب واحد ألا وهو أنه أمرني بأن ألصق في قفا سيارتي -لا قفاي أنا- ملصقات تبرز صور فريق المنتخب العماني الذي لم يحظى حتى هذه اللحظة بلقب بطل كأس الخليج، فلم أستطع لحظتئذ أن أبلغه بأن بعض الإداريين في نادي الطلبة بالاردن تعرضوا للرمي بالحصى بسبب إظهار فرحتهم بفوز المنتخب في ذات الوقت يتظاهر ملاين الأردنيين على العدوان الغاشم على غزة، وكأن مفهوم الوطن يذهب لصور القفا لا الأمام، فمن لم يشجع المنتخب ولم يلقي نظرة على المباريات الوطنية فهو آبق ولا يحمل ذرة روح وطنية لهذا وجب على الجهات الرسمية وغير الرسمية أن تقاطعه وتبتعد عن من هم صنوان له، ولكي أبين لذاك المسئول أني وطني و وُطاني بامتياز أبلغته أني من فرط ولائي أنكف عن التنقل إلى عُمان بواسطة طيران الملكية الأردني التي تترك لكل راكب شاشة تلفاز مضافا لها أرقى الخدمات فأقوم بترك هذه الرفاهية وأزيد مبلغ يفوق الـ 70 دينار لكي أركب الطيران الحكومي العماني الذي من قوة حنانه وعطفه للطلبة- العمانيين في الأردن- يقوم بمراعاة المتزوجين إذ أن هذا الطيران العماني يراعي المتزوج بإضافة بعض المبالغ على زوجته وأولاده بحجة أنهم غير طلبة، ولا يشملهم العرض من تخفيض الأسعار، لا تستغرب لأن الأكثر غرابة من هذا كله أنك متهم بعدم الوطنية إذا لم تعتلي صهوة الطيران العماني وعليك أن تترك طيران الملكية الذي يعامل كل ذويك على أنهم طلاب ويتمتعون بنفس المعاملة، هذا ويجب علينا أن نتجاهل جميع الأحداث التي تشغل الأمة العربية والعالمية لأن الهم الوطني يحتاج إلى ملصقاتنا وشعاراتنا التي تؤازر المنتخب، ونترك المجازر الإسرائيلية لقناة الجزيرة فهي أجدر منا بالهم العربي العربي، فمن هذا اليوم يجب علي فقط أن أتابع القناة الرياضية العمانية، وهكذا يبقى صراع الوطن والمواطنة والولاء قائم ريثما تتحد الرؤى بين المفهوم والفطرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق