26‏/10‏/2009

الغباء- التعليم- الخوف

طالما رافق العرب في عقودهم الأخيرة أنهم شعب مهمش لا ينتج إنما يستقبل أكثر مما قسم الله له، ضف إلى ذلك أن ترتيب الجامعات الأكاديمية المتميزة لم يدرج في طياته ولا أسم جامعة عربية، ويتحجج القائمون على هذه الجامعات العربية أن المواصفات التي تعتمدها المنظمات الدولية هي مواصفات شكلية بإمتياز هذا ردهم والله أعلم.
الغباء هو ما يخشاه الآباء على أبنائهم مع أنه في السابق كان المعلم هو من يخشى هذا الجانب عندما يلاحظ أن أحد تلاميذه غبي، قرأت هذا الصباح مقالا للكاتب الأردني راكان المجالي بعنوان "ببساطة" وتسأل في مقالة لماذا لم تحض أحد النساء العربيات بالشهرة التي نالتها (ايفا بيرون) معبودة الشعب الأرجنتيني على حد تعبيره، ويحلل في مقاله "ببساطة" أن الشعب العربي مغرم ببعض الرموز القادمة من امريكا اللاتينية مثل جيفارا لسبب بسيط وهو أن سكان القارة الايبيرية قدموا من الأندلس وتشربوا من الثقافة العربية وحضارتها الإسلامية، ليس هذا الملفت في المقال ولا غيره، إنما الملفت أنه ضرب حكاية يرويها عن البابا شنودة وقبل أن أحكي هذه القصة حكاها لي أبي عندما كنت طفلا (ولا زلت) قبل 20 عام تقريبا، تلامس هذه القصة التي تأتي تباعا حال معانة المدرس الآن في عمان وخوفه من جرجرته في مراكز الشرطة وتحقيقات الادعاء العام، لأنه ببساطة مفرطة عندما يضرب المدرس – وهذا ما حث فعلا – طالبا يسعى الأب بشكل جنوني مفرط إلى أقرب مركز شرطة ليس بسبب ضرب أبنه إنما لأجل حفنة المال التي سيلاقيها في حال تنازله عن القضية، وهذا الغباء برجله وعيونه.
الحكاية نقلا من المجالي " كان احد الآباء معتزا بولده الذي رسب في المدرسة فجن جنون الاب الذي ذهب للادارة هائجا ومعاتبا فقالوا له ان الاستاذ «فلان» هو الذي رسّب ابنه ، فانطلق نحو الاستاذ «فلان» صارخا «لماذا رسّبت ابني» فرد عليه الاستاذ: لانه غبي ، فسأله الاب: وكيف ذلك؟ فقال له الاستاذ: سترى بنفسك ، واستدعى الطالب فبادره الاستاذ بطلب وهو: اذهب الى الصف الرابع الف واحضرني من هناك ، فانطلق الطالب نحو الصف الرابع الف وحدق طويلا وعاد قائلا: لم اجدك يا استاذ في الصف الرابع الف ، فنهره والده قائلا: ولكن لماذا لم تبحث عنه في الصف الرابع باء ما دمت لم تجده في الرابع الف"
هي ذات القصة التي سمعتها من أبي إلا أن الفارق غير الجوهري أن المدرس أمر الطالب بأن يذهب لسؤال عنه في بيته ولكن الأب غضب على أبنه وقال له ( صح أنك غبي العالم تطور أتصل ببيت الأستاذ عن تتعب عمرك في الروحة والجية) وهذا هو الحال

هناك 5 تعليقات:

  1. مجتمعاتنا غريبة حقا ..
    تصر دائما على أنها في الجهة الصحيحة وأن الكل مخطئ
    والسبب الأول وراء ذلك التربية الخاطئة التي ينشأ عليها أفراد المجتمع ..
    مسألة اعتراض أولياء الأمور والصور الهمجي أمر عايشته وأنا طالبة كثيرا ..
    لا أدري حقا لما يصر الأب/الأم على أن ابنه مثاليا وكاملا ويقضي كل وقته في غرفته يستذكر دروسه .. ترى هل هو/هي متأكد من ذلك .. هل فكر يوما في دخول الغرفة المغلقة والتأكد من أن الابن يستذكر دروسه ولا يلعب بحاسوبه أو هاتفه النقال أو يقرأ مجلة ترفيهية ..
    عالم غريب
    غريب .. وغبي أحيانا


    تحية

    ردحذف
  2. فعلا كما ذكرتي، والحالة الأشد غباء هي البحث عن حفنه مال بسبب كثرة الشكاوي
    دمت بود

    ردحذف
  3. ولا يهمك
    قلمك أقوى من مليون مدفع

    ردحذف
  4. شكرا على الموضوع
    ولكن عندمت نحلل المشكله وربطها بالمستوى التعليم في السلطنه نجد أننا أمام معضله لان من يقع عليه اللوم هي عده جهات , واولهم في نظري أنها أساسي مؤسساتنا التعليميه بالاضافه الى أولياء الامور فلهم جزء من المسؤوليه , فالبنيان عندما يقوم على اساس ليس قويا فلا يدوم طويلا , وكذا الطالب اذا لم يؤسس بصوره صحيحه أولا في بيته وثم في المدرسه فلا ترجو منه نفعا ,,,,,,

    ردحذف
  5. أخي العزيز max الاشكالية تكمن في الكوادر البشرية من جهة ومن جهة أخرى ضعف البنيان المؤسساتي، وأنا أطالع أمس الندوة المتعلقة بالتراث والآثار يقول أحد الأكادميين شعاركم سيصبح خواء إذا لم يأتي كادر بشري متخصص في هذا المجال

    ردحذف